"ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما
بأنفسهم"
لو تدبرت هذه الآية العظيمة وامعنت النظر فيها لاكتشفت مفتاح النجاح
الذي سيقودك الى عالم السعادة والراحة والذي سيرسم حياتك بالطريقة التي تحلم بها. إذا
أردت ان تتحول أحلامك من مجرد خيال الى واقع تعيشه وتمارسه لابد أولا من أن تغير
ذاتك من جميع النواحي. والتغير هو ابتكار أمور جديده مختلفة كليا عما اعتدت عليه.
ماهي الجوانب التي تحتاج الى تغيير؟
1- الجانب الروحي :
إذا صلحت علاقة الشخص بربة صلحت أموره. قوي الصلة بينك وبين خالقك
بأبسط الأمور (اد الصلوات في وقتها ولا تنسى الخشوع فيها والتلذذ بكل ركعه وسجده ,
اكثر من الاستغفار, حاول الاستيقاظ الربع الأخير من الليل لأداء صلاة الشفع والوتر
, حدد لك ورد يومي تقرأه , احفظ السور المحببة لديك وغيرها من الأمور التي تزيد
حبك لخالقك ) تأكد بأنك كلما أصبحت قريبا منه كلما أصبحت أمنياتك حقيقه. ان الله
لا يخيب عبدا لجأ اليه، فأخلص النية له وتوكل عليه في كل أمورك مهما كانت. ثق ثقة
عمياء به وبذاتك ولا تلجأ للبشر أو تسمح لهم بإحباطك أبدا، فنحن في مجتمع يعجب من
كل فعل جميل. غير طريقة تواصلك مع الله للأفضل.
2- الجانب النفسي:
غير تفكيرك السلبي والطريقة التي ترى بها الأمور، حاول ان ترى الأمور
من جانب آخر، الجانب المشرق. ثق تماما بأن لكل أمر وان كان كارثه وسوداوي جانب
مشرق يحجبه عنك تفكيرك السلبي. فالتفكير السلبي والتشاؤم يعمي البصيرة والعقل
فتفقد توازنك وقدرتك على حل الأمور. ابحث دائما عن الإيجابية. هيأ نفسك لمواجهة
جميع أنواع المشاكل الصغيرة والكبيرة. فلا تضيق الا لتفرج. ولا يوجد ما يستحيل حله
بإذن الله. ثق بقدراتك وبذاتك واعمل على تطويرها باستمرار.
3- الجانب العقلي:
نم محصولك الثقافي عن طريق الاطلاع والتعليم. اشحذ عقلك بالغذاء
الملائم له من معلومات تفيدك في جميع مجالات الحياة. تغير من شخص لا يفقه شيئا الى
شخص مطلع وعلى دراية بما يدور حوله. نم ذكائك بحل المسائل المعقدة والالغاز أو
العاب التركيز. طور طريقة تفكيرك في أمور حياتك المادية والعلمية والعملية وابتعد
عما اعتدت عليه. أقنع نفسك دائما بأنك ستتغير للأفضل وبأن ما تريده سيتم تحقيقه.
اعلم بأنك لا تستطيع أن تغير أمرا ولو كان صغيرا لا يذكر مالم تغير نفسك.
لا تنتظر ممن حولك ان يتغيروا وانت مازلت نفس الشخص بنفس الأسلوب والفكر. تغير
يتغير من حولك. ابدأ بالتعلم من أخطائك وإصلاح عيوبك. حاول ان تعيد ترميم ذاتك
وابتكر لك حلة جديده تبهر الجميع. بادر في هذه اللحظة ولا تؤجل فالتأجيل يقتل
الأمل ويضعف الهمة.
